*أحمد عوض بن مبارك: نموذج للوصولية*
في زمن الانقلابات يزدهر الوصوليون ويتسلق المتلونون هرم السلطة، ويكون ذلك على جثث القيم والمبادئ، ورئيس الحكومة اليمنية “أحمد عوض بن مبارك” نموذج فاضح لمثل هؤلا، وهو بحق نموذج محفوظ عجب في قصة “دموع صاحبة الجلالة” للمبدع موسى صبري.
فهل سمعتم عن رئيس حكومة في اي دولة يجتمع ثمانية عشر وزيراً من أصل أربعة وعشرين في حكومته مطالبين بإقالته؟!
فالرجل ليس مجرد وزيراً أو رئيس حكومة، بل ترساً أساسي في آلة الفساد السياسي والاقتصادي، وانتهازي بعباءة مسؤول، ومثال فجّ للوقاحة في تعامله مع الوزراء، ومثال للكذب والمتاجرة بالإصلاحات الزائفة.
بدايته كانت على أكتاف الشباب الفقراء خلال ٢٠١٢، فاستطاع تسلق العمل السياسي من بوابة ثورتهم، ووجد حزب الإصلاح فيه وأمثاله من الطامعين للسلطة فرصة للاستيلاء على القرار، والحكم بهم ومن خلالهم.
فاستخدم علاقاته مع السفارة الهولدنية وكذا بعض المقربين من الامريكان ليصل الى جمال بن عمر ، ليقوم الاخير بالدفع به ضمن اللجنة الفنية للاعداد لمؤتمو الحوار الوطني وتخديداً مقرراً للجنة ليقوم بارسال تقارير الحلسات والاجتماعات للجنة للهولنديين والامريكان ، وايضاً جمال بن عمر .
ونظراً للخدمات الجليلة التي قدمها لهم ، خلال الاعداد لمؤتمر الحوار الوطني ، قاموا بالدفع به ليكون أميناً عاماً للمؤتمر .
بعدها اقنع الاخوان المسلمين والسفراء الامريكي والهولندي و جمال بن عمر بالصغط غلى الرئيس السابق هادي لتعيينه مديراً لمكتب الرئاسة .
استطاع بفهلوته المعهودة أن يحكم قبضته على هادي ويتحكم في المشهد السياسي ،ويوهمهم انه مقرب من الامريكان والامم المتحدة والمجتمع الدولي ، وفي الواقع انه كان مجرد جاسوس يرفع لهم التقارير ، فاستحسنوا اداءه ووجدوا فيه ظالتهم لتمرير مشاريعهم .
كما اقنع هادي ايضاً انه قادر على إضعاف كل القوى التقليدية بالشمال من خلال ضربهم بجماعة الحوثي، وفي الجنوب من خلال خلق كيان وهمي يمثل القضية الجنوبية “حافة حسين”، حتى أغرقه في لعبة سياسية أكبر من قدرتيهما.
لم يكن أحمد عوض مجرد مديراً لمكتب ” هادي” فحسب بل كان الحاكم الفعلي باسمه، ليكتشف الأخير أن الرجل قاده إلى الهاوية، وحول هذا تحدث “هادي” أكثر من مرة أمام بعض مقربيه بأن أحمد عوض بن مبارك كان السبب لما آلت إليه سلطته، لكن اكتشف ذلك بعد فوات الآوان.
ورغم ذلك، استطاعت بعض قيادات الدولة اقناع “هادي” مرة اخرى لتعيبن أحمد عوض سفيراً بواشنطن، غير أن الأخير بقي ممسكاً بتلابيب أمور القرار من خلال بعض التافهين الذين غرسهم بالمكتب من أمثال مبارك البحار وآخرين.
ومع مفاوضات اتفاق الرياض 2020، استمات الدكتور عبدالله العليمي باوزير في سبيل إعادة أحمد عوض وزيرا للخارجية كي يشتد به أزره ويكون له عونا في سبيل الحفاظ على الإمبراطورية الخاصة بهما.
ومع تعيينه وزيراً للخارجية استمرت يد فساده تعبث بالعمق، تستنزف موارد وزارة الخارجية من دخل إضافي وقنصلي، وتستولي على حقوق موظفي الوزارة لتمنحها للمقربين، وترسّخ المحسوبية في كل زاوية من زويا الوزارة.
ثم جاءته سنة ٢٠٢٤ الجائزة الكبرى: “رئاسة الحكومة إلى جانب وزارة الخارجية”!!
وقبيل تعيين “شائع الزنداني” وزيراً للخارجية، هدد أحمد عوض بأنه سيقدم استقالته إن اُنتزعت منه وزارة الخارجية وتم منحها “شائع الزنداني” فقيل له “قدم استقالتك”.
وزارة الخارجية وما تمثله من دخل إضافي وقنصلي كانت تعني الكثير لأحمد عوض بن مبارك، لذا شكل سحبها منه انعطافة رئيسية في علاقته مع بعض أعضاء مجلس القيادة، ليخرج بعد ذلك حقده كحمم البركان على رئيس وبعض أعضاء مجلس القيادة الذين وقفوا مع قرار سحب وزارة الخارجية منه.
فالمناصب التي يتولاه أحمد عوض بن مبارك بالنسبة له ليست سوى محطة جديدة في طريق النهب.
أما الإصلاحات التي يرددها ليست إلا وهم يبيعه للعوام من الناس، وشعارات جوفاء، وغطاءً لتثبيت نفوذه.
لكن الزمن دوّار، والتاريخ لا يرحم، والشعوب التي تُخدَع طويلًا، لا تنسى أبدًا.
وإليكم غيض من فيض فساده فقط بوزارة الخارجية.
١- سالم عوض بن مبارك، مقيم كلاجئ بلندن، ومن خارج كادر وزارة الخارجية، تم تعيينه بدرجة مستشار بسفارتنا بالرباط، وما زال يتقاضى راتبا فيها، علاوة على راتب بصفته سكرتير شقيقه منذ 2020، لتتم ترقيته مؤخرا لوزير مفوض، وهي درجة لا يصل إليها كادر وزارة الخارجية إلا بعد خمس وعشرون عاما من العمل.
٢- خالد عوض بن مبارك، يتقاضى راتب سكرتير أول بقنصليتنا بجدة.
٣- محمد عوض بن مبارك يتقاضى راتب بصفته مستشار بقنصليتنا بجدة.
٤- علوي بافقيه، وزير المغتربين السابق، بدرجة وزير، لكن لأجل نهب الدخل القنصلي والإضافي ارتضى لنفسه أن يُعين بقرار من وزير الخارجية قنصلا بجدة، وهي مهمة حصرية على كادر وزارة الخارجية.
وعلوي بافقيه صديق مقرب لأحمد عوض بن مبارك، عينه الأخير لأجل السيطرة على الدخل الإضافي والقنصلي داخل هذه البعثة.
تجدر الإشارة إلى أن علوي باقيه عندما تم تعيينه وزيرا للمغتربين بصنعاء، عين سالم عوض بن مبارك (شقيق أحمد عوض)، مديرا لمكتبه سنة 2014، في نموذج سافر للزبونية.
ولعل المتابع الكريم اطلع على تقرير الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة الأخير، والذي اتهم فيها مسؤولين بالقنصلية بجدة بنهب تسعة مليون ريال سعودي في عام واحد فقط.
٥- عبد الباري باكر وزير مفوض، من خارج الوزارة، ومعين بسفارة اليمن بموسكو. منذ 2016. وما زال يعمل بالسفارة إلى اليوم.
٦ – محمد الحمر من خارج الوزارة. مؤهل الثانوية العامة، كان مغتربا يعمل – فراش – بمدينة نجران، وهي – مهنة شريفة – من غير شك، لكننا نتساءل عن تعيينه قنصلا بسفارتنا بأنقرة بدرجة مستشار منذ ٢٠١٦.
٧- بدر الدهولي. معين بدرجة مستشار بسفارتنا بلندن، ومن خارج وزارة الخارجية، وما زال يعمل منذ 2016.
٨- محمد عوض الوزير العولقي. من خارج الوزارة. معين بدرجة سكرتير أول بسفارتنا بأبوظبي, وما زال مستمرا بالعمل حتى اليوم.
٩- ميادة هادي العولقي، من ملحق إداري بوزارة الخارجية. إلى درجة مستشار بمندوبية اليمن لدى جامعة الدول العربية، ومازالت تعمل إلى اليوم رغم قرار الاستدعاء.
١٠- محمد أحمد المحيقني من خارج كادر وزارة الخارجية، تم تعيينه سنة 2017-2019 بباريس، على اعتبار اتقانه اللغة الفرنسية، لكن سرعان ما طالب السفير بنقله من باريس لأنه لا يتقن حتى اللغة العربية، ثم نُقل قنصلا إلى مسقط، وما زال يعمل هناك حتى اليوم رغم قرار الاستدعاء.
١١- معين سلطان ناجي، تعين بالقاهرة سنة ٢٠١٦، ظل يستلم راتب وهو جالس بالبيت، بعدها قام أحمد عوض بنقله إلى هولندا، ولا زال يعمل حتى اليوم.
١٢- ريدان سلطان ناجي، تم عينها ببريطانيا منذ ٢٠١٦، كانت موظفة إدارية، ثم تمت ترقيتها الى درجة مستشار.
١٣- ترقية عبدالناصر مثنى.
١٤- شفيع القطيش.
١٥- عمر القطيش.
١٦- رشاد محمد عبدالله .
من موظفين إداريين إلى وزراء مفوضين، ومنهم من يحمل مؤهل إعدادية (سنقف على هذه الحالات تباعا في حلقة قادمة).
اخيراً اذكركم بفضيحة المنزل الذي ابتاعه مؤخراً بالولايات المتحدة الامريكية بقرابة ثلاثة ملايين دولار، وقبل ذلك مخصصات مؤتمر الحوار الوطني…والمخصصات الإضافية له وهو سفير بواشنطن مرفق صورة لعقد الشراء.
وعشرة الاف دولار من البنك المركزي كان يستلمها شهرياً لمدة خمس سنوات دون اي مسوغ قانوني تناولناها في تقرير سابق اضغط هنا.
وساتابع نشر حلقات فساد وزارة الخارجية الى ان يتم اجتثاث الفساد منها او اهلك دونها .
